التجربة الهولندية (الجزء الأول)

يبدو أن آخر رشفة من شاي الكرك – عولمة شرق آسيا –  حفزتني لنسف الحاجز النفسي بيني وبين الحديث مع اثنين من السياح الأوربيين .

بعد لحظات كانت يدي تمتد إليهما بحرارة ، ووجه طلق يرحب بمقدمهما .

اقتسمتُ معهما الطاولة بعد موافقتهما التي أعلناها بهز رأسيهما وإظهار أسنانهما الأمامية .

من حديث التعارف كشفا لي أنهما من هولندا ، جاءا للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية في دُبـي ( الإمارات العربية المتحدة ) ، إلا أن وصولهما مبكرين بأيام أغرتهما فكرة زيارة السلطنة .

كانا في العقد الثاني من أعمارهما ، الأول أشقر الشعر أخضر العينيين ، أما الثاني بشرته ملونة بسمرة خفيفة ، فاحم الشعر ! .

كانا يتحدثان معي بكل أريحية .

لقائي بهما في جزيرة مصيرة كان بعد زيارتهما لعددٍ من الولايات والمحافظات .

سألتهما : كيف وجدتما عمان ؟

رد أحدهم : دولة عظيمة تاريخا وطبيعة .

 

في خضم حديثنا الشيق عن الضرب في الأرض للسياحة والتماس فوائد السفر ، كان من الطبيعي جدا أن أستفسر إن كانا قد زارا ولاية بهلا .

تبادلا نظرات الاستغراب ، كأنهما لم يسمعا بها مطلقا .

تحرك أحدهم في خفة إلى سيارة الدفع الرباعي المستأجرة ، بعد برهة عاد إلينا وفي يديه خارطة  عُمان .

افترشناها ثم تحركت أعيننا تتبعها أصابعنا في تحديد موقع الولاية .

أخبرتهما بأنها مجاورة لولاية نزوى ، حينها رفعا أعينهما وأطلقا ابتسامة فرحة ، مؤكدين أن أقدامهم وطئت نزوى في الأيام الماضية .

قلت لها : بهلا تزخر بمواقع عدة ، لو عددتها لن تستطيعا أن تكبحا جماح غريزتكما السياحية للوصول إليها .

كذلك بادرتُ في دعوتهم رسميا إلى زيارتي في بيتي في إجازتي القادمة ، كضيوف لهم حق الضيافة و الإكرام .

كان ردهم بالإيجاب سريعا ، طالبين رقم هاتفي .

عدت إلى غرفتي في موقع العمل ، استلقيت على سريري مفكرا في أمرهم …  هل سيأتون حقا ؟

 

ليس من الغرابة أن أذهب إلى العلامة الموسوعي جوجل ، لأستفتيه في حق دولة هولندا ، تحت قاعدة ما لا يسع جهله ، فوجدته يرسلني إلى أحد أشهر تلامذته .. ويكيبيديا .

دولة هولندا تعرف رسميا بمملكة الأراضي المنخفضة ، عاصمتها امستردام ، إما العاصمة الإدارية لاهاي ( مقر محكمة العدل الدولية ) .

اللغة الرسمية هي الهولندية ، وهناك لغة أخرى للبلاد تعرف بـ الفريزية .

نظام الحكم ملكي دستوري ، واسم العملة اليورو بحكم أنها من مجموعة الاتحاد الأوربي .

تشتهر بزهرة النزنبقة ( التوليب ) ، وينتشر بين شعبها عادة ركوب الدرجات الهوائية .

لها نشاط اقتصادي كبير في الزراعة والتصنيع فشركة الالكترونيات ( فيليبس ) هولندية ، من أهم منتجاتها الألبان ( الجبن ) .

هي موطن أشهر الرسامين العالمين مثل ( فان كوخ – رامبرانت – فيرمير ) أما الأدب مثل ( فان دن موندل – بي سي هوفت – الأديب الرحالة رود فان فيردن ) .

توجد جائزة هولندية للرواية باسم  ليبرتس .

سبينوزا من أشهر المفكرين الهولنديين له كتاب ” رسالة في اللاهوت والسياسة ” وكتاب ” الأخلاق ” .

كذلك المفكر توماس مارتنز .

 أما هولندا رياضيا ، فالمنتخب الهولندي لكرة القدم له شهره عالمية ، يصل إلى نهائيات  كأس العالم إلا أنه لم يمتلك الكأس قط .

من نجوم كرة القدم الهولندية اللاعب روبن فان بيرسي من مواليد 1983م .

وأخيرا من الأمثال الهولندية الرائعة :

1-  القيادة الصالحة توجد أتباعا صالحين .

2-  لا يستطيع المرء أن يحذي حصانا وهو يجري .

3-  لا يدفع الله لنا الأجر كل أسبوع أو كل شهر ولكن نهاية المطاف .

 

* * * * * * * *

 

في سيارة الأجرة أثناء عودتي إلى البلد ليلا رن هاتفي على رقم دولي أجهله ، في البدء توقعتها مكالمة من أولئك الدجالين الأفارقة الذين ينسجون المصائد لأصحاب العقول الضعيفة ، طُعمهم المعتاد فك السحر أو دواء عشبي لمرض عضال أو الفوز بجائزة وهمية ، وأخيرا حيلة محبوكة بإتقان تنطلي على السذج لدخول بوابة الثراء السريع من تحويل الورق إلى نقود . سحقا لهم ومتبرا ما هم فيه وباطلا ما كانوا يعملون .

إلا أن الاتصال تواصل في إيقاعه ، حينها حدست أنهما الهولنديان ، وقد وفقتُ في ذلك .

أخبراني أنهما غدا صباحا سيكونان في بهلا . فواعدتهم وعدا حسنا .

 

* * * * * * * *

 

لم يكن إفطاري هانئا ، فقد رفع الهولنديان الأذان عبر هاتفي أنهما في السوق ، فتعجلت إلى سيارتي وأنا ألوك لقمة لعلها تمدني بطاقة أتقوى بها على استقبالهما المفعم بالحماس ، فقد وضعت لهما برنامجا سياحيا من العيار الثقيل .

سألتهم :

–  من أين أبدأ ؟

ردا :

–  نحن رهن برنامجك ، تصرف بنا كيفما تشاء  .

أثلجني جوابهم فهذا مؤشر على اطمئنانهما لي .

في الجانب الآخر ذكر لي صديقٌ يعمل في شركة نفطية ، أن الموظف الأمريكي في الشرق الأوسط يضاف إلى راتبه علاوة مستحدثة تسمى علاوة ( إرهاب ) فهو لا يأمن على روحه بيننا ! .

 

 

 

قلعة بهلا

1) –  قلعة بهلا .

كانت قلعة بهلا الأولى في خط سيرنا ، بحكم قربها من السوق .

* هي معلم تاريخي كبير ، يحكي قصة موغلة في القدم .

تعاقب على بناءها الفرس قبل الإسلام بعدهم ملوك النباهنة ثم الأئمة .

(( مر الحصن بأربع فترات ترميم .. أولى هذه الترميمات كانت في العصر النبهاني ، وربما كان ذلك في عهد الملوك المتأخرين منهم .

أما الترميم الثاني فكان في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1624 – 1649م ) .

وكان الترميم الثالث في عهد الإمام عزان بن قيس البوسعيدي 1868م .

في حين أن آخر هذه الترميمات تمت عندما أدرج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي 1987م .

الحصن بشكله الرائع وأبراجه وأسواره العالية التي تجثم فوق الصخرة العالية تجعله أروع بناء تحصيني في عمان على الإطلاق )) . من موقع وزارة التراث والثقافة .

 

طفنا حول القلعة ثم اتجهنا إلى بوابتها الرئيسة لعل حارسها يشفق علينا بالدخول .

لكن هيهات هيهات فالقانون يقف أمامنا كسد لم نستطع أن نظهر عليه ولم نستطع له نقبا إلا برسالة ممهورة بيد والي الولاية ، لذا رجعنا أدراجنا فلا طاقة ولا وقت لدينا في التوسل للحكومة .

للعلم القلعة تحت الترميم منذ أكثر من عقدين من الزمن أكمل الكثير منها ، وسور بهلا مازال ينتظر .

قادتنا خطواتنا إلى جامع بهلا القديم ، وهو جامع كان يُعد سابقا الجامع الرئيس للمدينة ، منه تخرج العديد من العلماء والفقهاء عبر التاريخ ، وجد بداخله مجموعة من الاكتشافات الأثرية المثيرة للاهتمام .

كذلك أخذنا جولة سريعة في الحارة القديمة أسفل القلعة ، تتميز الحارة بكثرة زقاقها الملتوية وطرقها الضيقة ، أطلقتُ عليها شخصيا اسم متاهات العدو .

فالعدو إذا دخل فيها سيخفق حتما في الخروج ، يبدو أنه تكتيك حربي في هندسة بناء الحارة .

 

مصنع الفخار

2)-  مصنع الفخار التقليدي .

كان لنا موعد مع حارة خليفة التي يقع فيها مصنع الفخار التقليدي الذي يمتلكه عائلة الفاضل عبدالله بن حمدان العدوي . الجزء الأول منه يحتوي على أحواض لأعداد تربة المدر ( المادة الخام ) التي يتم جلبها من ولاية الحمراء .

في المعمل الرئيس يتم تشكيل طين الفخار إلى أواني و تحف ثم يحمل إلى مكان التجفيف الشمسي أو إلى غرفة الفرن الكهربائي وهي بديل تنور الحرق بالأخشاب .

توجد غرفة خاصة لعرض المصنوعات مع فتح باب الشراء للزوار .

كانت جولتنا متأنية أشرح لهم النقير والقطمير ، وعدسة التصوير تبرق كل حين .

 

القرية التراثية

4) –  القرية التراثية .

القرية التراثية معلم سياحي ثقافي حديث ، الهدف منه الحفاظ على الموروثات العٌمانية الأصيلة .

تحتوى على استراحة سكنية للتأجير ومتحف للصناعات الحرفية ، كذلك توجد بها قاعة كبيرة للمناسبات وأخرى للاجتماعات الخاصة .

القرية تمتاز بطابعها التراثي وعبقها التاريخي ، فمادة بناءها سعف النخيل وجذوع الأشجار .

المشروع يقع في منطقة جماح ، صاحبه الفاضل  حمد بن ناصر الهاشمي .

في لقاء شخصي معه ذكر أن مشروعه الحقيقي سيكتمل بعد عدة سنوات ، وأن الموجود هو البداية فقط ، كذلك طموحه أن يقول للزوار : هنا عمان فتراثها وتاريخها وعادات أهلها ستجدونه ماثلا أمامكم ، ثم كشف لي عن سر العمل الضخم وهو ” بيت العجائب ” الذي مازال قيد البناء .

 

في أحدى غرف القرية التراثية ، جلسنا لشرب الشاي .

جال في خاطري حب معرفة الحالة الاجتماعية لهما ، أجاب الأول أن لديه صديقة تركها قريبا أما الآخر فما يزال وحيدا لا خليلة ولا زوجه .

عندما حدثتهما عن معادلة الزواج عندنا نحن الشرقيين ، فاجأني أحدهم بطلب تأكيد عن صحة ما يقال أن أسامة بن لادن لديه  ثلاث زوجات ! .

لم تكن دهشتي كبيرة لسؤاله ، فقد وجه لي ذات السؤال يوم جمعني القدر بمجند أمريكي إبان حربهم في أفغانستان لضرب معاقل تنظيم القاعدة في عقر داره ، أقول لقد ظلت عقلية الغربي حينا من الدهر فارغة من أي رمز إسلامي معتدل أو داعية متسامح ، إلا أن الحادث الجلل في إسقاط البرجين ملأت ذلك الفراغ بتلك الشخصية التي أرجفت قلوبهم وشغلت تفكيرهم  ، لست هنا في معرض الحديث عن ابن لادن وتقيّم أفعاله ، فقد ارتفعت روحه إلى بارئها وغاص بدنه في ظلمات البحر .

شرحت لهم الفرق بين ابن لادن الشخصية التي تحمل فكرها الخاص وبين الإسلام كدين له تعاليمه ومبادئه ، ثم بينتُ لهما دواعي مشروعية تعدد الزوجات في ديننا ، والله أعلم .

 

حصن جبرين

4) –  حصن جبرين .

ثم توجهنا إلى حصن جبرين ، وهو تحفة معمارية محكمة البناء ، شاهدة على حقبة حكم دولة اليعاربة ، بناه الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي بين عامي ( 1680م – 1692م ) .

تُـرجح المصادر التاريخية أنه في الأصل كان قصرا لاستراحة الإمام وعائلته ثم أمر بتحويله إلى حصن دفاعي وقت الحرب ، كذلك إلى مدرسة تُعلم الشريعة الإسلامية ، فقد تخرج منها حوالي خمسة آلاف عالم في الدين .

بدأ الترميم بالحصن عام 1976م إلى 1983م ثم تأثيثه بالمقتنيات الحرفية الفضية والنحاسية والخزفية ومختلف أنواع التحف ليكون مزارا سياحيا .

 

أثناء أخذنا لقسط من الراحة ، طلبتُ من أحدهما أن يعرفني على مميزات عدسة التصوير التي يمتلكها ، فشرع يشرح لي التقنية المعتمدة بها إلى أن وصلنا لنظام تصوير الأفلام ، قال :

–  سأريك مقطع صورته قريبا .

بعد رؤيتي للمشهد المصور ، سألته متعجبا :

–  أين هذا المكان ؟ ومن يقود سيارتكم ؟

رد منتشياً :

–  أنه رمال الشرقية في بدية ، عرض علينا شاب من الولاية قيادة سيارتنا ليمتعنا بفن صعود جبال الرمل العالية . لقد قضينا وقتا متخما بالمغامرة والإثارة .

 

خالجني شعور بالفخر بمدى لطف العُمانيين جميعا ودماثة أخلاقهم في التعامل مع السياح ، وهنا أسأل من المسؤول عن صرف علاوة ” تسامح ” لنا ؟! .

 

كانت أقدامنا تخطو إلى خارج حصن جبرين عند الواحدة والنصف ظهرا . هذا التوقيت يعني العودة إلى البيت .

 

في البدء قدمت لهما الفواكه ثم التمر والقهوة . الذي أثار انتباههم طريقتي في  قطع تلك الثمرة التي تشبه يوسف أفندي التي تعرف عندنا محليا بـ ( السنترة ) ، كنت أقطعها من المنتصف عرضا فـتنفصل قطعتين ثم أمسك أحدها وأعمل على ضغطها من الخلف بأصابع الإبهام لتخرج محتوياتها إلى الأمام فيسهل تناولها ، كان تعليقهم أن طريقتنا أسهل من التي عندهم ، إذ أنهم يقومون بالتقشير الكامل ثم تقطيعها .

هذا ملحظ في تبادل الثقافة الاجتماعية بين الشعوب ، فلكل أمة عاداتها التي درجت عليها .

من المسائل السياحية التي أؤمن بها وأنافح عنها ، هي أن على السائح أن يأكل من نفس طعام الأرض التي يزورها . من المسلم به أن السائح الجاد يهتم في الأولوية بالاطلاع على التاريخ والجغرافيا وعادات أهل الدولة التي يقصدها ، وأنا هنا أحثه كذلك على تناول طعامهم المحلي وطلبه لأشهر الوجبات التقليدية عندهم ، هذا كله يكسب السائح أفقاً جديداً للمقارنة ومعرفة مفيدة بسلوكهم الغذائي .

أليس من الجمال أن تتذوق الكشري المصري ، والكسكس المغربي ، والأوزي السوري ، والمنسف الأردني ، والبازين الليبي … ؟

أعتذر على سيلان اللعاب …

 

لذلك قررت أن تكون وجبة الغداء  تقليدية إلى حد ما ، وهي مكبوس سمك الجيذر ! ، مع أني كنت أرغب أن يكون غداءنا العوال المذاب في ماء الليمون مع شرائح البصل ( المعصور ) ، لكن الظروف حالت بين ذلك .

الحق أني بهذه الفكرة تنازلت عن معاملتهم كضيوف يقتضي واجب الكرم العربي أن أذبح لهم وأغرقهم باللحم الطازج .

أعترف لكم أنهما كانا يأكلان الوجبة بتلذذ ، مستمتعين بطعمها الجميل .

لا يكادا يبلعان لقمة أو يهضمان لقمتين إلا ويمدا رجلا ويثنون الأخرى ثم يبادلون بالعكس بحيث تتغير وضعيات جلساتهما كل حين ، والسر في ذلك مجلس بيتي الذي يفتقد إلى كراسي وطاولة طعام ! .

لا أدري إلى أي مدى أزعجهم ذلك ، ما زلت أؤكد إنها لفته جميلة لهما ليعرفا طبيعة العربي الأول الذي يفترش الأرض و يلتحف السماء .

 

الآخر هما والأنا أنا ، نختلف في الدين واللغة والعرق والثقافة ، إلا أننا نتفق في جملة من الأخلاق و نشترك في أنتاج العلم أو ما يعرف بـ ” الشراكة المعرفية ” ، ونقتسم أرضا أستخلفنا خالقها لإعمارها ، وغيرها كثير … .

هناك ثوابت لن أتنازل عنها ، فلن أقدم لهم الكحول ترخصا لضيافتهم ولن ألغي عبادة مفروضة عليّ من أجلهم ، كذلك لن أذوب في قيمهم وعاداتهم أو أتخلى عن لغتي أو أتنكر لعروبتي ، فالأنا له حدود وضوابط .

التمسك بالخصوصية الثقافية والحضارية لا يعني رفض الآخر وتجاهله بل أن قبوله والتسليم باختلافه سيفضيان حتما إلى التعاون المثمر .

كذلك الاعتراف به والحوار معه متى دعت الحاجة ، وهذا يعرف بمصطلح التسامح .

عليّ للآخر حفظ حقوقه واحترام ثقافته تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار ، علما أن فقهائنا فصلوا مبادئ التعامل مع غير المسلمين أي الآخر .

معرفة هوية الأنا تقتضي معرفة الآخر ، فالأول مكمل للثاني وفي حاجة إليه .

أليست من المفارقة العجيبة أن نشترك جميعا في صحن أرز واحد مع ذلك نختلف فهما يأكلان بالملعقة وأنا بيدي ! ، كل هذ يحدث في جو من الرضا وتقبل أحدنا للآخر .

 

بعد أن امتلأت البطون وثقلت الرؤوس شعرت أن النوم سيحكمنا بسلطانه وسيطوح بأجسادنا على الأرض ، لكن السياح عادة لا تهمهم نومة الظهر ( القيلولة ) فهم لن يفرطوا في أية دقيقة ، فالأولى أن يكتشفوا فيها معلم جديد أو موقع آخر .

لهذا لم اسألهم عن رغبتهم في النوم بل دعوتهم لمواصلة التجوال . كنت في حيرة من أمري أين سأذهب بهم إلى أن أهتدى عقلي إلى الخروج بهم من بهلا بالكامل والتوجه بهما إلى ولاية الحمراء المجاورة .

 

يتبع

العدد الثلاثون ثقافة وفكر

عن الكاتب

يعقوب الريامي

كاتب عماني